-A +A
خالد سيف
واثق الخطوة يمشي ملكا.. عاد الناظر إلى الوسط الرياضي طوعا وليس كرها، حضر مهندس العثرات، وهو يدرك أن الساحة الرياضية تعج بالمشاغبين، لذلك تسلح بكل الأدوات المطلوبة، واستعان بكل الخبرات، ودرس كل الملفات، ووضع الخطط والإستراتيجيات، لتصحيح المسار وتحسين الأوضاع، وإعادة هيبة الاتحاد المختطفة، وقبل كل ذلك كان واضحا مع الجميع، ممن لهم صلة بالمنظومة، ويديرون المشروع، ومُنح ضوءا أخضر لتذليل العقبات، رافضا في الوقت نفسه، التوجيه والإملاءات.

حضر جابر العثرات، تلبية لنداء الاستغاثة، الذي أُطلق، بحثا عن قيادي محنك، يصلح ما أفسده المكلفون، ورواد التدخلات، عاد كما فعل سابقا، عندما كان النادي مهددا بالهبوط، وقاد عملية الإنقاذ، بكل ما يملك من عقلية إدارية، حضر وكان الربان، الذي قاد السفينة إلى بر الأمان، ومع ذلك لم يسلم من بعض المنظرين والمنغصين، ولكنه لم يلتفت للظواهر الصوتية، وعاد للمرة الثانية، وفي ظروف أكثر سوءا، وشرع عاجلا في تنظيم الملفات المبعثرة، في مرحلة كان من المفترض أن تكون أكثر تنظيما.. لذلك لا بد أن يعي أصحاب الأفكار السوداوية، أن التركة ثقيلة، وتحتاج إلى هدوء واتزان، وألا يستبقوا الأحداث..


حضر الناظر، والبيت الاتحادي يشتكي من ملفات الغياب، ويحيط به المتقاعسون والمتربصون، ويفتقر للكثير من المتطلبات، ويحتاج إلى عزم، وجهد يفوق القدرات.. لا وقت للتثاؤب، وتناقض الأصوات، ولا للالتفات لغبار المعارك، عاد ناظر وكان مقتنعا أن الطريق مليء بالألغام، وإزالتها تحتاج إلى قرارات جريئة، تنتزع الحقوق، وتلبي الاحتياجات، وتتوافق مع الإمكانيات، وليس بالضرورة أن يتطابق ذلك مع الآراء المتضاربة، والرغبات التي تبنى على العواطف، وتفتقر للواقعية، وبعيدة عما يدور داخل الأسوار، من عمل وجهد للوصول إلى المستهدفات.

ولا بد أن يدرك المدرج الطموح، أن الأمور لا تدار بالإشارة، والمبالغة في المطالب تحتاج عصا موسى، وأن هناك عوامل مشتركة، ومعايير فنية، وضوابط إدارية ومالية، وظروفا خارج الإرادة، تتحكم في شتى الملفات، وبورصة انتقالات، يتلاعب بها سماسرة العقود والتعاقدات.. التوقيت يا عشاق العميد يحتاج تريثا ودعما، ولا تركضوا خلف التسريبات، وبث الإحباطات، بمعلومات مغلوطة ومغرضة، ولا بد أن تدركوا أن ناظر سيرحل.. متى ما شعر بنقض العهود، وعدم الوفاء بالوعود.